يعمل المسلمون على تمييز اسم محمد عند حديثهم عنه اتباعا لتعاليم القرآن، وتقديرا واحتراما له. فعادة ما يشار إليه "رسول الله" أو "سيدنا محمد" أو "النبي"، ويتبعون اسمه بالصلاة والسلام عليه بقولهم "عليه الصلاة والسلام" أو "صلى الله عليه وسلم" أو "صلى الله عليه وآله وسلم" وغيرها من الصلوات الأخرى،[342] وهذا كذلك اتباعا لأمر قرآني بالصلاة عليه فضلا عن وجود أحاديث توضح كيفية الصلاة على النبي وفضلها، حيث يؤمن المسلمون أن محمدا يشفع لمن يصلي عليه. وقد وصف محمد في أحد الأحاديث من لا يصلي عليه بالبخيل.
[عدل] نظرة الغرب لمحمد
كان لدى أوروبا في الحقبة اللاتينية من العصور الوسطى كمية جيدة من المعلومات الدقيقة حول حياة محمد، ولكن هذه المعلومات تفسر بشكل يظهر محمدا في صورة دجال يطمح إلى السلطة والقوة، وعمل على إغواء أتباعه من العرب المسلمين لغزو البلاد المحيطة خلف ستار ديني.[17] بعض مسيحيي العصور الوسطى قالوا بأنه توفي عام 666 في إشارة لرقم الشيطان.[343] وقام آخرون بتحريف الاسم من محمد إلى ماهوند Mahound وتعني الشيطان المتجسد.[344] يقول برنارد لويس أن مصطلح ماهوند تطور ليصور محمدا كشيطان أو إله مزيف يعبد مع "أبولو" و"ترماغانت" في ثالوث غير مقدس.[345] وفي وقت لاحق من القرون الوسطى، قدم ليفير دو تريزور عملا يمثل محمدا كراهب سابق وكاردينال. الكوميديا الإلهية لدانتي (الكانتو الثامن والعشرون XXVIII) قدمت محمدا بالإضافة إلى علي، في الجحيم " بين رؤوس الفتنة والانشقاقيين، ويتم تجريحهم بواسطة الشياطين مرارا وتكرارا."[17]
“ الفيلسوف، الخطيب، والرسول، والمشرع، المحارب، الفاتح المنتصر للفكر، والمرمم للعقائد، والعبادة بدون صور، مؤسس عشرين من الإمبراطوريات الأرضية، وإمبراطورية روحانية واحدة، هذا هو محمد! ”
—ألفونس دي لامارتين، تاريخ الأتراك
بعد حركة الإصلاح الديني في أوروبا، لم يعد يُنظر إلى محمد كإله أو وثن، ولكن بقيت فكرة كونه مدعيا طموحا.[345] غيوم بوستيل كان من أوائل الذين قدموا رؤية أكثر إيجابية لمحمد. باولاينفيليرز وصف محمدا كزعيم سياسي موهوب ومشرع قوانين فحسب. غوتفريد لايبنتز أشاد بمحمد لأنه لم ينحرف عن الدين الطبيعي على حد تعبيره.[17] توماس كارليل وصف محمدا بالروح العظيمة الصامتة، وواحد من الذين لا يمكن إلا أن يكونوا جادين.[346] إدوارد جيبون في كتابه تاريخ سقوط وأفول الإمبراطورية الرومانية قال: "ويلاحظ أن الحس السليم لمحمد جعله يحتقر أبهة الملوك". وفي نظرة مخالفة وصفه فريدريش مارتن فون بودنشتاد (1851) بالمدمر المشؤوم، ونبي للقتل.[17] الأعمال اللاحقة بداية من القرن الثامن عشر ابتعدت عن ذلك الجدال حول نبوة محمد، وتم إيلاء المزيد من الاهتمام إلى الجانب الإنساني، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر من النواحي الدينية واللاهوتية والمسائل الروحية.[347]
مع مطلع الجزء الأخير من القرن العشرين، تغيرت فكرة الباحثين الغربيين واتجهت إلى التعاطف مع قضيته، وخاصة مع الوعي بالحقائق الدينية والروحية للمشاركين في دراسة حياة مؤسس دين عالمي رئيسي.[347] ووفقا لواط وريتشارد بيل، فإن الكتاب في تلك الآونة رفضوا فكرة أن محمدا تعمد خداع أتباعه، معتقدين أنه كان أمينا تماما وتصرف بحسن نية كاملة.[348] واط يقول إن الإخلاص لا يعني صحة مباشرة فقد يكون محمد اعتقد خطأ أن خواطر لا شعورية من عقله الباطن هي وحي إلهي.[349] واط ولويس يجزمان بأن النظر لمحمد كمُدّعٍ طموح يسعى لتحقيق ذاته يجعل من المستحيل فهم كيفية تطور الإسلام.[350] ويقول ولش إن محمدا كان قادرا على إحداث ذلك التأثير والنجاح بفضل إيمانه الراسخ برسالته.[17] كما بدا محمد على استعداد لتحمل المشاق من أجل قضيته، حتى عندما لا يوجد أي أساس منطقي للأمل كان يبدو عليه الإخلاص حسبما قال لويس.[351]
حديثا، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمدا مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن.
[عدل] وجهات نظر أخرى
البابية والبهائية والأحمدية تعتبر محمدا أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس آخرهم فهناك من بعده حسب رأيهم الباب والبهاء وميرزا غلام أحمد القادياني، ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهم.
في ديانة الثيليما يعد محمد أحد قديسي إكليزيا غنوستيكا كاثوليكا (بالإنجليزية: Saints of Ecclesia Gnostica Catholica) (الكنيسة المعرفية الكاثوليكية).
يعده ناناك مؤسس الديانة السيخية أحد رسل البراهما.[352]
الحاخام اليهودي موسى بن ميمون يعتبره ساعد بتأسيسه للديانة الإسلامية على إعادة الناس إلى الله بعد أن كانوا يعبدون الأوثان فيما يعتبرها خطوة تمهيدية لظهور الماشيح وتوحيد العالم على عبادة الله.
كما تعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين مثله مثل كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وغيرهم، وسيأخذون الجزاء عند الله على ضوء القيم الأخلاقية التي أعطيت لهم، ولدعوتهم للتنوير وتحقيق مستوى أعلى من التفاهم بين الأفراد.